التلميذ العرفاني

بدأت رحلة التلميذ العرفاني مع العلم والمعرفة،من خلال إتقان اللغات.
وصار الآن في العشرين من العمر، فقرر أن يتوجه إلى الجامعة، وسرعان ما سعى إلى مقابلة المدير. وقال له المدير :كم أنا معجب بنبوغك،واهتمامك بالتعرف على علوم الآخرين ولغاتهم.
وصار التلميذ طالبا مجتهدا ونجيبا لأساتذته،الدين قالوا له بعد نيله شهادة الإجازة: سألنا المدير عن شاب نابغة،يحب العلم والمعرفة من اجل أن نتعرف إليه ،لكن لم نعرفه إلا أن تعرفنا إليك،فعلمنا انه أنت ،ولذلك نريدك أن تتولى ترجمة الكثير من الكتب المهمة القديمة والحديثة.
وبدأت الرحلة...
رحل من مكان للآخر...ومن كتاب إلى كتاب.
قام بمساعدة تلامذته،بعد توظيفه كأستاذ لمادة الترجمة بثانوية العرفان.واكتشف موهبة تلامذته ،في القدرة على ترجمة المزيد من الترجمة الصحيحة لكتب العلوم المؤلفة بلغات أخرى،ووصل عدد الكتب التي ترجمها إلى مئة كتاب،وهي بالغة الضخامة وليست أعمالا صغيرة وبسيطة.
وفجأة ،اكتشف أن الزمن قد مر من حوله وأخده من الطفولة إلى الشباب والرجولة ،ثم ها هو الآن في الستين من العمر.
نظر إلى المرآة، رأى شعرا ابيض لوجه بدأت التجاعيد تظهر عليه، ضحك وسال المرآة:
من أنت ...يا من خلف المرآة ؟ واستهزاء على حاله وقال :
كنت أضن أنني مازلت شابا.
وتنهد بقوة،وهو يقول: الحمد لله ..أفنيت عمري كله فيما يفيد الناس.
وحدق في المرآة.فاكتشف أن بصره يضعف فقال:
يا الهي...كم داويت أعين الناس،وقيل إنني طبيب ماهر.
وبدأ في هذه السن يألف كتابه الشهير" رحلة التلميذ العرفاني"والذي يسرد فيه رحلات أبناء العرفان ومستوى تطلعاتهم المعرفية ما بعد العرفان.
سأله حفيده عندما انتهى من إعداد كتابه وقال:
جدي لماذا لم تذكر اسمك في الكتاب ولم تشهر بنفسك؟
ضحك الجد وقال:
يا بني انه كتاب من أجلكم ، أنا أفنيت عمري كله في العلم والمعرفة، وتركت لكم هذا العلم في كتبي المائة، ليستفيد منها جيلك وأحفادك.
عندما رحل الجد ومات وهو في سنه الواحد والسبعين، كان حفيده قد صار شابا نابغا كجده، وقرر أن يحفظ كتب جده وان يتعلم المزيد من اللغات ،وأن يترجم العديد من الكتب، وبدأ في تأليف كتابه " تلميذ العرفان من أين إلى أين؟".وانتهت القصة بعد الانتهاء من كتابته.

من انجاز:بوعلاك الحسن