حبيبتي

كانت تسكنني،و أنا لم أكن أعلم أو على الأقل كنت أتجاهل ذلك،حتى أني لم أعد أذكر كيف تم إنجذابي نحوها.قابلتها بالصدفة،في إحدى الأيام الخريفية،رغم أني كنت أعرفها منذ نعومة أظافري،غير أن معرفتي بها هاته لم تمكني من إكتشاف حبي لها.هذا الحب، الذي رغم عمقه لا أجد فرصا،أو بالأحرى لا أتيح لنفسي فرصا للتعبير عنه ورسمه في لوحة فنية تليق بمقامها.في الحقيقة حبيبتي هاته،رغم أني قابلتها بالصدفة، فإن هذه الأخيرة بقيت ملازمة لعلاقتنا الحميمية؛فجل لقاءاتنا تتم بمحض الصدفة،لم نكن نضع لها ترتيبات مسبقة إلا نادرا جدا حين لا أجد من أشكو له همي،فألتجأ لها وأسقط في حضنها لتضمني بين ذراعيها وترويني من سعة صدرها،فأستعيد توازني في حين وجيز و تصير ذاكرتي أكثر قابلية للنسيان،فأنسى كل همومي وأنسى أيضا حبيبتي وحتى علاقتي بها.
حبيبتي هاته عجيبة فأحيانا أنا من أعرض عليها إقامة علاقة،وهي بصدرها الرحب تلبي الدعوة بدون تحفظ.وأحيانا أخرى تبادر هي وتجبرني على ذلك.فأجد نفسي مضطرا لتلبية رغبتها.
رغم كل ما أقوله عنها وكل حبي لها فإن علاقتي بها لاتزال فتية وغير ناضجة.حبيبتي سبق لها أن أقامت علاقات جمى مع العديد من ذوي الأقلام ولازالت مستمرة على حذوها،لكن هذا لايمنعني من الإستمرار في حبها بل كان،على العكس،دافعا لي لمصاحبتها لما تبين لي من جمالية و روعة من خلال تجاريها السابقة،و حتى الحالية.
كل هذا الحب وهذا العشق وهذا الإهتمام لم أعطه فرصا حقيقية ليتطور و أبلوره في صورة أكثر إبداعا،رغم إستعداد حبيبتي للقيام بهذه المهمة والعمل على إنجاحها.
أعترف وأنا بين يدي حبيبتي أني خذلتها في العديد من الأحيان،وأنا على علم تام أنها لن تعاتبني و لن تطلب تعويضا.فقد عودتني كما عودت من صاحبها، ومن لايزال،على الصبر والحلم.فرغم إهمالي لعلاقتي بها فقد وجدت معها ما لم أجده مع من سواها.وأنا أعدها، رغم أنها لاتحتاج إلى وعد مني،أني سأعقد قراني بها علما مني أنها لن ترفض مشروعي.فقط سيلزمني قليل من الوقت والصبر وأنا على يقين من أنها ستنتظرني.فدمت لي حبيبتي و دام القلم بين أصابعي.